مايضُاف جديداً على موقع العلامة / ربيع بن هادي عمير المدخلي - حفظه الله -
قال الشاطبي الإمامـ - رحمه الله - ( كل من ابتدع في دين الله فهو ذليل حقير بسبب بدعته ، و إن ظهر لبادئ الأمر في عزّه و جبروته ، فهم في أنفسهم أذلاء ، ألا ترى أحوال المبتدعة في زمان التابعين ، و فيما بعد ذلك ؟! حتى تلبسوا بالسلاطين و لاذوا بأهل الأرض ، و من لم يقدر على ذلك استخفى ببدعته ، و هرب بها عن مخالطة الجمهور ) , [ الاعتصام ، للشاطبي : 1/126 ].
الأحد، 16 ديسمبر 2012
درر منهجية وتربوية من الشيخ العلامة / صالح بن سعد السحيمي - حفظه الله -
هذه دُرَّةٌ من درر الشيخ صالح بن سعد السحيمي يوجه
بها درر الشيخ الإمام المجدد محمد عبد الوهاب - رحمه الله - عند شرحه للأصول الستة
، فقال عند تعليقه على الأصل الرابع
(( بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء ، وبيان من تشبه بهم وليس منهم )) ، فهاكها درة سلفية و جوهرة تربوية تلمس فيها الصدق والنصح والله حسيبه .
قال الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله :-
فانتبه لهذا يا عبد الله : فالفقه في دين الله عز وجل يحصن الله به المسلمَ من كثير من الآفات والأخطار ، إنْ هُوَ لزم الفقه وطبقه ، تعلم وعمل بما تعلم ، وكثيرٌ من الأشياء التي تجري في الساحة من خلافاتٍ ونحوِها ، إنَّما مردُّها إلى عدم الرجوع إلى العلم والعلماء ، وإعجابِ كلِّ ذِي رأي برأيه ، وإلزاماتٍ ما أنزل الله بها من سلطان ، وبترٍ ونقص ٍوزيادة تؤدي إلى إلزام أخيك بما لا يَلْزَمُه ، وقد تدخل هنا حظوظُ النفس ويدخل هنا الهوى ويدخل الشيطانُ ويدخل المندسون ويدخل أعداءُ الإسلام ويدخل أعداءُ أهلِ السنة ، فيذكون الفتنة فتكبر ، ومعظم النار من مُسْتَصْغَرِ الشرر .
(( بيان العلم والعلماء والفقه والفقهاء ، وبيان من تشبه بهم وليس منهم )) ، فهاكها درة سلفية و جوهرة تربوية تلمس فيها الصدق والنصح والله حسيبه .
قال الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله :-
فانتبه لهذا يا عبد الله : فالفقه في دين الله عز وجل يحصن الله به المسلمَ من كثير من الآفات والأخطار ، إنْ هُوَ لزم الفقه وطبقه ، تعلم وعمل بما تعلم ، وكثيرٌ من الأشياء التي تجري في الساحة من خلافاتٍ ونحوِها ، إنَّما مردُّها إلى عدم الرجوع إلى العلم والعلماء ، وإعجابِ كلِّ ذِي رأي برأيه ، وإلزاماتٍ ما أنزل الله بها من سلطان ، وبترٍ ونقص ٍوزيادة تؤدي إلى إلزام أخيك بما لا يَلْزَمُه ، وقد تدخل هنا حظوظُ النفس ويدخل هنا الهوى ويدخل الشيطانُ ويدخل المندسون ويدخل أعداءُ الإسلام ويدخل أعداءُ أهلِ السنة ، فيذكون الفتنة فتكبر ، ومعظم النار من مُسْتَصْغَرِ الشرر .
انـتـبـهـتــم إخـــــوتي لهـــــذا.
لذلك المخرج من هذه الفتن التي تَعْصِفُ بالأمة والتي مَرَدُّها في كثير من
الأحيان إلى إعجاب كل ذي رأي برأيه كما أسلفت ، وإلى الانتصار للنفس وحظوظ النفس ،
لا يكون المخرج من هذا المأزق إلا بالرجوع إلى العلماء الربانيين الذين يَنْفُون
عن كتاب الله عز وجلَّ تحريفَ الغالين وانتحالَ المبطلين وتأويل الجاهلين .وأما إذا بَقِيَ الناس يتطاحنون فيدخل السفهاء ومن لا فِقْهَ عندهم ، ويدخل المندسون ويدخل أعداء الدين وأعداء السنة ، فعندها تتفاقم الأمور وتتباعد القلوب ويكثر الخلاف ويكثر الانحراف ، وتضعف العبادة ويصير شغلُ الناس دائما هو القيل والقال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا .
فانتبه لهذا الأمر يا عبد الله .
هذا الأصل ( يقصد الشيخ أصل العلم والعلماء والفقه والفقهاء من الأصول الستة ) في غاية الأهمية ، إذ لا يمكن تطبيق الأصول الأولى الثلاثة إلا بالعناية بهذا الأصل وفهمه والاجتهاد في تطبيقه على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى .
وهذا يتطلب الخطوات الآتية :-
أولا : الجد والاجتهاد في طلب العلم الشرعي .
ثانيا : أن يُجْتَهَدَ في لزوم علماء السنة الكبار في طلب العلم .
ثالثا : أن لا يَمَلَّ المسلم من طلب العلم إلى أن يلقى الله تبارك وتعالى .
رابعا : أن لا يُعْجَبَ بما أوتي من علم مهما عَظُمَ . بل يجب أن يتواضع وأن يعتقد أنه محتاج إلى العلم ما بقي إلى أن يلقى الله سبحانه تعالى .
خامسا : البعد عن المُهَاترات عبر المواقع أو عبر الفضائيات .
سادسا : عدم التسرع في نقل الأخبار وفي تصديق الأخبار ، وعدم قَبُولِ الإشاعات أو نشرها فإن ذلك في غاية الخطورة .
سابعا : التنازل عن حظ النفس .
ثامنا : التخلق بالأخلاق الفاضلة .
تاسعا : أن يكون الحقُّ هو ضالة المؤمن أنَّى وجده اتبعه ، أن يكون الحق ضالتك أنَّى وجَدتَّه اتَّبَعْتَه .
عاشرا : عدم تصدر الصغار للمسائل الكبار ، فإنه إذا تصدر أمثالي من الصغار وابتعد الناس عن الكبار ، عندها يدخل الشيطان فينفخ في هؤلاء الصغار حتى يتعالموا ويشعروا أنهم وصلوا أو أَتَوْا بما لم تَأْتِ به الأوائل ، وعندها تكون الكارثة والطامة الكبرى .
حادي عشر : مراقبة الله سبحانه وتعالى ، والحذر من آفات اللسان والغمز واللمز { ويل لكل همزة لمزة }.
ثاني عشر : البعد عن الإلزامات . ما تلزم أخاك بإلزامات تَتَخَيَّلُهَا .
ثالث عشر : الإيمان بمسائل الاعتقاد على منهج السلف وعدم امتحان المسلمين بمسائل لا يفهمونها .
وأضرب لكم مثلا :
من اعتقد أن الإيمانَ قولٌ وعملٌ واعتقادٌ فهذا هو المطلوب منه ، وأنه يزيد وينقص هذا القدر يكفي من المسلم . أما بعض التفاصيل التي يُمْتَحَنُ بها الآن فهي في غاية الخطورة ولم يَتَعَبَدْنَا الله بأكثر من ذلك ، أما العلماء الكبار فهم الذين يفصلون المسائل التي يُرَدُّ بها على المبتدعة من خوارج و مرجئة ونحو ذلك .
فهذه بعض التوصيات التي يُطَبَقُ بها هذا الأصل الذي ذكره المصنف – رحمه الله تعالى – الشيخ محمد عبد الوهاب – جزاه الله عن المسلمين خير ما يجزي به عباده الصالحين - .
هذه درر ، درر احفظوها واجعلوها نصب أعينكم ، وطبقوها على وَفْقِ هذه المبادئ التي بينتها الآن ، تَسْلَمُوا حينئذ من القيل والقال وإضاعة الأوقات بما لا طائل تحته .
لو نظرتم إلى ما يجري في الساحة الآن بين بعض الناس لوجدتم أن مرد تلك المهاترات إلى عدم تطبيق هذا الأصل ، تجد بعض الناس إذا حصل بينهم خلاف يُلْزِمُ أخاه بما لا يَلْزَمُه ويَبْتُرُ كلامَه ويُؤوِّل كلامه ويلقبه بألقاب هو برئ منها ، ينبري الآخر فيلزم بنفس الإلزامات ويسلك نفس المسلك ، يأتي أهلُ الشر فَيُذْكُونَ النار ويوقدونها بين الناس ولو أننا طبقنا هذه المبادئ لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاكـمـ الله خيراً
أخوكمـ (أبوأويس أحمد بن جمال )